علي ونينو: قصة حب سطرتها الحرب | التمثال الأشهر في جورجيا

في باتومي يقف تمثال علي ونينو أو كما يلقب “تمثال الحب” ليروي لأهل المدينة ولزائريها قصة الحب الذي جمع بين علي خان والأميرة نينو.
وكيف فرقت الحرب بينهما. دعنا أولا نلقي نظرة سريعة على التمثال قبل أن ننتقل إلى الحكاية:

Instagram , Facebook , Twitter , YouTube , LinkedIn , Snapchat , tiktok

تمثال علي ونينو
تمثال علي ونينو

تمثال علي ونينو

يرمز تمثال علي ونينو إلى الحب في العالم كله وليس في جورجيا فقط، وهو عبارة عن تمثال مُتحرك، صُنع من الأسلاك الفولاذية المعدنية الصلبة على شكل حلقات مفرغة على شاطئ البحر الأسود في مدينة باتومي بجورجيا، لتتشابك الحلقات وتُشكل جسديّ رجل وامرأة من دون ملامح واضحة.

يتلاقى الجسدان المعدنينان كل 6 دقائق ويتلاحمان لثوان قليلة في إشارة إلى لقاء علي وحبيبته.
ولكن سرعان ما يتفرقا في دلالة على الصعوبات التي واجهتها تلك العلاقة والمسافات التي فُرضت على هذين العاشقين.

صُمم التمثال على يد النحات الجورجى تمارا كفيسيتادزى، ويبلغ طولهُ 8 أمتار، وقد تم تثبيته على ساحل البحر الأسود في عام 2010.

قصة علي ونينو

وقعت أحداث هذه القصة بين عامي 1918 و1920، أي في أثناء نهاية الحرب العالمية الأولى، وقد كانت واحدة من أكثر القصص تأثيرا في باتومي.

كان علي خان رجلًا أرستقراطيًا مسلمًا من أذربيجان، يعمل معلمًا بالمدارس الروسية. في أثناء تواجده بجبال القوقاز.
حيث التقى ذات يوم بالأميرة الجورجية ، وهي مسيحية أورثوذوكسية أوروبية، واشتعلت جذوة الحب بين الاثنين.

ولكن بمجرد أن قرر الاثنان الارتباط ببعضهما البعض، بدأت المشاكل والاعتراضات تتوالى على هذه الزيجة التى تحاول الجمع بين الشرق والغرب.

بعد ذلك، ازدادت الأمور تعقيدًا، وتورط علي خان في قضية قتل، الأمر الذى جعلهُ يهرب إلى إيران كما يُقال.

ثم عاد مرة أخرى وحينها وجد علي خان نفسه أمام قرارين فى غاية الصعوبة وهما:

التمسك بحبه للأميرة ، والآخر قضية أذربيجان وطنه الأم الذي يسعى لاستقلاله عن روسيا.

لذلك رفض خوض الحرب الروسية، وظل هكذا حتى حقق بالفعل حلمهُ بإعلان جُمهورية أذربيجان مُستقلة،

ولكن سرعان ما استطاع الروس ضمها مرة أخرى، وتشرد الحبيبان وتفرقا فى بلاد القوقاز.

وفي أثناء هجوم السوفييت قُتل علي خان خلال تصديه لهم دفاعاً عن موطنهُ أثناء الحرب العالمية الثانية.

تحولت تلك القصة الرائعة إلى فيلم سينمائي بريطاني صدر في 2016 للمخرج آصف كاباديا.
عن رواية تحمل نفس الاسم “علي ونينو” للكاتب كريستوفر هامبتون، وقد تم تصوير الفيلم بين تركيا وأذربيجان.

هل قصة علي ونينو حقيقية؟

حتى أهالي جورجيا لا يعرفون إذا كانت قصة التمثال القائم في إحدى أقاليم جورجيا حقيقية أم أنها مجرد خرافة وأسطورة منتشرة بين شعوب جورجيا القديمة، ولكن ظهر مؤخرًا سيرة الكاتب بليف نوسيمباوم والتي أصبحت فئة كبيرة من المجتمع توجه هذا العمل الفني إليه ويعترفون بأنه هو صاحب هذه الرواية، الرواية في أصلها تميل إلى الجانب الرومانتيكي والهدف منها توضيح مدى قوة الحب حتى في ظل الظروف القاسية فقد كان الحبيبين مختلفين في العرق الديني كانت نينو شابة نصرانية أما علي كان مسلمًا موحدًا بالله، وقد تم إحياء ذكرى هذه الرواية بتصميم مثالي لهما في صورة تمثالين علي ونينو الذي استخدم في صناعتهما مجموعة من الأسلاك الفولاذية شديدة الصلابة التي تبدوا على هيئة حلقات معدنية مجوفة.

هل تزوج علي ونينو؟       

نعم تزوج علي من محبوبتة نينو بعد أن قتل صديقة مروان الذي كان يريد الارتباط بأميرته نينو وترك البلاد هربًا إلى إيران ومن هناك كان يخطط للدفاع عن وطنه، ومع الوقت استطاع تحريرها بالفعل واستعاد حبيبته لكن لم يستمر الوضع على ما هو عليه وعادت روسيا للاستيلاء على أذربيجان وقدم روحه ضحية في سبيل ذلك بعد أن قطعت العلاقة بينه وبين حبيبته نينو.

أين يقع تمثال علي ونينو؟

يقع التمثال في مدينة باتومي وارتفاع التمثال يقدر بحوالي 8 أمتار.